يامعشر الشباب : رمضان شهر الخير على الأبواب فاغتنموه قبل أن يمضي
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته اخوتي في الله نحن على ابواب شهر رمضان المبارك ، شهر يفصلنا عن قدومه اطال الله عمرنا كي نبلغه ونؤدي فيه عباداتنا على اكمل وجه مؤمنين صادقين ، فهذا الشهر يعني لي ولكم الكثير ويسرني اخوتي الافاضل والشباب من الدرجة الاولى ان اتوجه لكم باغلى ما املك واعز ما اقدم ، سالكة سبيل المصارحة والحديث تحت ضوء الشمس .
اخوتي الشباب....موقف نشاهده جميعا في رمضان ، ان تجد شابا معرضا .. غارقا في وحل الشهوات يتجرأ على الكبائر والمعاصي ويتهاون في الطاعات الطاهرة ، وتجد شابا اخر ـ ما شاء الله ـ ملتزما بعباداته ومخلصا لصلواته ومنظما لاوقاته .
يحتج بعض الشباب حين تنهاه عن المعصية او تامره بالطاعة ، مع انه مقتنع تمام الاقتناع ، لكن شهوته تغلبه ولا يستطيع ضبط نفسه .
ان الصيام اخوتي يعطينا دروسا على اننا قادرون بمشيئة الله على ضبط انفسنا ، ويالها من خصلة حميدة ، هل تتفضل يا اخي الشاب وتاتي الى مسجد ما ، رزق الله امامه الصوت الحسن المؤثر ، فرايت ذاك الجمع من الشباب الاخيار وقد عزموا على الوقوف بين يدي الله في تلك الصلاة ولو امتدت الى السحر ، في حين قد ترك غيرهم صلاة الجماعة اصلا .
لا تستطيع ان تتساءل في نفسك قليلا وتقول : الا استطيع ان اكون احدا من هؤلاء ؟ كيف نجحوا وهم يعيشون في مجتمع اعيش فيه انا ايضا و لهم شهوات وعوائق كما لدي انا ؟ .
ايها الشاب كثير من الشباب كانوا على جادة من الانحراف وفي طريق الغفلة ، يمارسون ما طاب لهم من الشهوات ، ثم منَّ الله عليهم بالهداية فتبدل حالهم وساروا مع ركاب الصالحين . ان العوائق عن التوبة عند الكثير من الشباب ، ليست عدم الاقتناع بل الشعور بعدم القدرة على التغير مع تدخلات شيطانية تزين القبيح .
قبل ان تذبل زهرة الشباب ؛ افلا تنظرون الى عجوز قد احدودب ظهره وتركت السنون الطويلة اثارها على وجهه ..اتراه ولد كذلك ام انه كان يوما ما يمتلئ حيوية ونشاطا ؟ الا تعلمون اني واياكم سنصير مثله ان لم تختطفنا المنية .
فماذا يا اخي الشاب لو حرصنا على استثمار وقت الشباب في الطاعة قبل ان نفتقده ثم نتمناه عندما تنقشع من امامنا غمامة الشهوات والمعاصي ؟ الا تعلم ان كل انسان يسال عن شبابه فيما ابلاه وعن ماله من اين اكتسبه وفيما انفقه وعن عمره فيما ابلاه ؟ فما اعظم عند الله من امرئ شاب نشأ في طاعة الله . لماذا الشباب قادرون على ارتكاب المعصية و اتباع الشهوات فلهذا كل من صدها واعرض عنها فهو محبوب عند الله وتصرفه عظيم .
اخي الشاب ان رمضان شهر العبادات والاعمال الخيرة فتتبدل احوال الناس في هذا الشهر ، فالمساجد قد امتلات بالمصلين والتالين لكتاب الله تعالى ، والاماكن المقدسة ازدحمت بالطائفين والعاكفين والاموال تنفق في سبيل الله ، فهذا يصلي وهذا يتلو والاخر ينفق والاخر يدعو ، فاين موقعك بين هؤلاء جميعا ؟ . افضل عمل تقوم به وخير انجاز تحققه في الدارين التوبة النصوح واعلان السير مع قافلة الاخيار قبل ان يفاجئك هادم اللذات فتودع الدنيا من غير رجعة ؟ فهل ستجعل هذا الهدف نصب عينيك في رمضان ؟ وانت قادر على ذلك بمشيئة الله .
كثير من الشباب يقتنع بخطأ طريقه ويتمنى التغيير ولكنه ينتظر الفرصة المناسبة ، الا وهي ان يموت احد اقربائه او يصاب بحادث فيتعظ و يعود الى رشده ..ولكن خمنوا معي لو كان هوالميت واتعظ به غيره ، وكان هذا الحادث الذي ينتظره فعلا وصارت فيه نهايته ؟ فهل قررنا التوبة اللحظة وسلوك طريق الاستقامة الان ؟ .
ان القرار قد يكون صعبا على النفس وثقيلا ويتطلب تضحيات ، لكن العقبى حميدة والثمرة يانعة بمشيئة الله .
والسلام عليكم والعفو على الاطالة فالمهم ان تحصل الافادة .