الأباء بين القدوة الحسنة والسيئة
يقول الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام { كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجزانه … } هذا الحديث يَدُل دلالة واضحة على الأثر الذي يتركه الوالدان على أبنائهما ، فإذا كان الأب مثلاً سيئ الخلق فإن الابن لا محالة سيأخذ هذه الخصال الدنيئة
مما يؤسف له أن بعض الشباب بدأت أخلاقياتهم في الانحدار وبدأنا نسمع عن مشاكل لم تكن موجودة من قبل وما ذلك إلا بسبب التربية السيئة التي تلقوها في البيت ، البعض يوعز ذلك إلى القنوات الفضائية وما تبثه من برامج تُشجع على الانحلال ، فهناك قنوات لا هم لها إلا بث البرامج التي تُذهب الحياء والتي تُثير الشهوات وتُسبب في انهيار الوازع الديني ، كل ذلك صحيح لا ريب في ذلك ولكن أين التربية الصحيحة أو أي القدوة الحسنة تلك القدوة التي تؤثر تأثيراً عجيباً إيجابياً في نفوس الأبناء والبنات لأن ما ينطبق على الأبناء ينطبق على البنات أُمهات المستقبل الآتي على عاتقهن تقع مسؤولية تربية الأجيال ، فكلما التربة صالحة كلما كانت النبات صالح .
ويقول الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام { كفى بالمرء إثماً أن يُضيع من يعول } هذا الحديث موجه لكل تقع على عاتقه مسؤولية تربية الأبناء والبنات عليه أن يتق الله فيهم وألا يتركهم عرضة للمؤثرات السلبية لأنه مهما أحسن في التربية من مأكل ومشرب وملبس فإن القدوة لابد أن تظهر على الأولاد ، فعلى الأب أن يحافظ على الصلوات وبقية العبادات حتى يُقلده الأولاد ، من الأخطاء التي يقع فيها بعض الأباء هي عدم الجلوس مع الأباء والبنات لفترات طويلة ، فكيف تنتقل الخصال الحسنة من الأب إلى الأولاد إذا لم يكن هناك أي احتكاك ، إن الجلوس مع الأولاد يُظهر للأب بعض الخصال الذميمة التي يقع فيها الأولاد وبالتالي يستطيع أن يُعالجها ويُرشدهم إلى الصواب .
ومن الأخطاء الأخرى هي اعتقاد الأباء أن التربية الصحيحة لا تبدأ إلا بعد سن الثامنة عشر وبالتالي تجده كثير الخناق مع أبنه لأنه رأى من أبنه شيئاً لا يُعجبه ، بل أن التربية تبدأ من سن السابعة من عمر الطفل وهي عبارة من توجيهات ونصائح وكذلك أخذه إلى المسجد بشكل يومي حتى يتعود عليها ، وبحسبة بسيطة نجد من سن السابعة إلى سن البلوغ نجد أن الطفل الذي أصبح رجل قد تعود على الصلاة التي تُحميه من الانحرافات والطرق المشبوهة كيف وقد قال الله تبارك وتعالى في محكم تنزيله 000 إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ( العنكبوت ) إن هذه الآية تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الصلاة إذا أداها الإنسان منذ طفولته فإنها بحول الله ستعصمه من المزالق والتي كثُرت في زماننا هذا ، وأخيراً ما ينطبق على الأب من مسؤولية وكيفية تأثيره على الأولاد ينطبق كذلك على الأم فكل ما يصدر منها فإنه سيؤثر على الأولاد على الآباء ولأمهات أن يتقوا الله في أولادهم وأن يُحسنوا إليهم بالتربية الحسنة حتى لا تقع الطامة الكبرى ، نسأل الله أن يهدينا إلى سواء السبيل